غناة الوجود

 

يا ليت شعري ولو باحت وراي السدود
هل باقي من الشعر ما يستحق ابتديه؟!
قفّت ليال البياض وجات الأيام سود
وما زال قلبي بصحراه الوسيعة يتيه
يجبرني آصبّ نوري في عيون الحسود
حتى يشوف انتصاري واضح ويرتضيه
أمّا أنا من زمان أشعر بحالة برود
يا ودّي أبيع قلبي لأي أحد يشتريه
قنوع باللي معي واطمح بليّا حدود
وغنّي بربّي عن الذلّة لبعض الوجيه
ولا التفت فالسحاب ابو بروق ورعود
ان كان ما هلّ غيثه ماني بمرتجيه
هذي سوالف يميني عن لساني تذود
ان سولفوا بالريال وسولفوا بالجنيه
وعد الله الحق يسمو فوق كل الوعود
الله ليا من كتب للعبد شي بيجيه
أغمضت عين الحسد وأفرغت قلب الحقود
وميّزت ما بين رجّال الزمان ورديه
وأدركت بآن الطمأنينة غناة الوجود
وزهدت في بهرج الدنيا وفي ما يليه
فلا أحسد الحاكم، الحاكم: حياته قيود
ما له عذر فأي شي، لو كان عذره وجيه
ولا أحسد التاجر، التاجر: حسود محسود!
كلن يبي مصلحة منّه ومحدٍ يبيه
واطمع بدنياي مثل الناس في كل زود
لكنّي أحب وضعي واحمد الله عليه
شاعر، واغنّي ليا هبّت على البال نود
لو يعتري قلبي من الوقت، ما يعتريه
أقول واوقّف الدنيا على راس عود
واسكت، ولا يختلط صوتي بصوت السفيه
مالي وللناس لو تحشد وراي الحشود
رزقي على الله ورزق العالمين بيديه
للرجل شهوة مع الدنيا تقل وتزود
والمرجلة تمنعه عن بعض ما يشتهيه
عزّ الفتى نفس ما تخنع، وكفٍّ تجود
ان عاش ذكره ندي وان مات عرضه نزيه

 
Previous
Previous

وجه الزعل

Next
Next

المقامات