المقامات

العز فرصة عمر، والعمر فوّات
وانت الغني عن الحظوظ الفقيرة
خلّك سما لا ضاق صدر الفضاءات
تكرم عن حدود اليدين القصيرة
عزّ الكلام اللي يعزّ المقامات
واستنطق المعاني المستثيرة
واطلق بديع اللفظ والاستعارات
واسبغ على الاسماع لذّة وحيرة
اذا وقفت وصار للحرف وقفات
فالهرج يكفي صامله عن كثيرة
العدل أساس الملك، والظلم ظلمات
وكلن بما يعمل يحدد مصيره
الشعب ما يحيى برفع الشعارات
مهما ارتفع صوت الجموع الغفيرة
في ذمّة التاريخ للمجد وقفات
ترجّع الشاعر لصحوة ضميره
وقّف على الأطلال وابكْ البطولات
واعدْ على كسرى خطاب المغيرة
تُدرك مدى قسوة صراع الحضارات
منذ الأزل وهو على هالوتيرة
لكل وقت رجال، ولكل الآوقات
مبادئ، تعزّ الحياة الحقيرة
مما حفظته من صحيح الروايات
في ما روى مسلم عن أبي هريرة
حديث (طوبى للغرباء)، بالذات
يبلّ وجهي بالدموع الغزيرة
عساي أجنّب عن طريق الملذات
واحيا بليّا ذنب وبلا جريرة
أنا، كريم ذنوب نحّام طاعات
أسير بيد المغريات، الأسيرة
فقير للي مدّ سبع السماوات
وغني عن الحاجة إذا هي لغيره
بعيش متغرب شعور وخيارات
في مجتمع تناقضاته مريرة
أرواح الأحيا تشبه أجساد الأموات
تملك بصر لكنّ عميا بصيرة
تستعذب الكراهية والصراعات
وتستكره الحب ونقاء السريرة
لو شفت في تشاؤمي جلد للذات
ترى التشاؤم بعض الأحيان، خيرة
على الأقل لا صار في الوقت نكبات
إلا أنت حاسب الأوله والأخيرة
لابد ما اوفّي حقوق المروّات
واسدّ ميقاف السيوف الشطيرة
هدوء يا مستعظمين التفاهات
تتحروا من العقول الأجيرة
ما هكذا تزيّف الادعاءات
يا هل السلاح اللي بليّا ذخيرة
الشعر لو تنازعت فيه الاصوات
نعرف "ادونيسه" ونعرف "زهيره"
بالمنطق الواضح بدون اعتبارات
السيف ما يقتل وهو في جفيره
مسيرة الرجّال دون القناعات
مثل القناعة دون رجل ومسيرة
والفاشل اللي ضاع بين المتاهات
تثاقل الخطوة وضيّع مسيرة
عشان ما يقدر يحقق نجاحات
يفرح إذا ضاعت نجاحات غيره!